ألقى رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات محاضرة في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، اليوم الأحد، بعنوان "البيئة الجامعية ودورها في تعزيز الإصلاحات السياسية" للدارسين في دورة الدفاع العشرين في الكلية.
وقال عبيدات: "إنّ الهدف الرئيس لأي تغيير سياسي ينشدُ تعزيزَ القوة الوطنية والأداء؛ حيث أنّ مفاهيم القوة تتشكّل بوصفها مصادر وموارد وقدرة ونتائج، الأمر الذي يعود بالفائدة على تقييم واقع ومستقبل المملكة الأردنية الهاشمية".
وبيّن عبيدات أنّ دور الجامعات يتمثّل في بناء الأمم؛ إذ تعد الجامعات مؤسسات رئيسة في عمليات التغيير الاجتماعي والسياسي والتنمية، وتكمن مسؤوليّتها في إنتاج قِوًى عاملة ذات مهارات عالية ومخرجات بحثيّة رفيعة المستوى، لتحقيق الأهداف المنتظرة التي تدفع نحو تغيّر سياسي واقتصادي واجتماعي.
وقدّم عبيدات وصفًا للمرحلة القادمة، حيث تشرع الجامعات في تشكيل إطارٍ للعمل الحزبيّ داخل أروقتها، قائلًا إنّ على الجامعات أن تكون الوجه السياسيّ البارز لبلدنا، مشيرًا إلى أنّ هذا ليس جديدًا عليها، فقد تجلّى مسبقًا في فترات مختلفة من تاريخ بلدنا؛ إذ استمرّت الجامعات على مرّ عمرها في ممارسة أشكالٍ من النّشاطات الحزبيّة غير المعلنة، والتي حالت دون غياب العمل الحزبيّ عن السّاحة.
وفي هذا الصّدد، بيّن عبيدات متطلّبات المرحلة القادمة على المستوى السّياسيّ، مؤكّدًا دعم جلالة الملك بوجود إرادة ملكيّة سامية بضرورة تحقيق التّحوّل السياسي من أوسع أبوابه، لافتًا إلى ضرورة تعزيز تلك الإرادة الملكيّة بالتّشريعات اللازمة، عبر سنّ قانون الأحزاب وقانون الإدارة المحليّة.
كما أشار إلى الحاجة الماسّة لخلق حالةٍ من الوعي بين كوادر الجامعة من أعضاء هيئة التّدريس والكوادر الإداريّة والطّلبة بوجوب عدم تأثير العمل السياسيّ في الجامعات على مبدأ الحياد التّام الذي تنتهجه الجامعات بوصفها مؤسّسات تتمتّع بالحاكميّة والقوانين والأنظمة والتعليمات ذات الخصوصيّة، وتقف على مسافة واحدة من التيّارات السياسيّة المتنافسة.
وفيما يتعلّق بتسريع عملية تكيّف الجامعات مع هذه الإصلاحات السياسيّة، تطرّق عبيدات إلى ضرورة إشراك الطّلبة في اتّخاذ القرارات بطريقة رشيدة وعقلانيّة وعلميّة، وإدخالهم في عمليّة اتّخاذ القرار والمشاركة السّياسيّة، بحيث لا تخلو لجنة من اللجان المشكّلة لوضع الأنظمة والتّعليمات الخاصّة بالجامعة من مشاركة طلّابيّة.